الاثنين، 31 أكتوبر 2011

كيف تكون قارئًا عظيمًا للكتب؟

 كيف تكون قارئًا عظيمًا للكتب؟

هذه عشر خطوات؛ لتطوير مهاراتكَ في القراءة؛ حتى تكونَ منَ المتمَكِّنينَ فيها، ولتصبح منَ القُرَّاء الكبار، اخترتُها لك - عزيزي القارئ - من بين عشرات المقالات باللغة الإنجليزية المنشورة في هذا الموضوع، وقمْتُ بترجمتها بتصَرُّف، وهي للمدرب المتخصص في التنمية وتطوير المهارات السيد: (Jim M. Allen جيم الين)، وتأتي على النحو التالي:

1- ليس منَ الضروري أن تكونَ قارئًا سريعًاً لتحصلَ على الفائدة:

فبعض الناس يقرأ بسرعات عالية، وآخرون يقرؤون بسرعات متوسطة، والبعض الآخر يقرأ ببُطْء؛ للحصول على كلِّ المعلومات، والسرعةُ في حقيقة الأمر ليست بالأهمية الكبيرة؛ بلِ المهم الحُصُول على الفائدة التي تريدها وتتوَخَّاها من قراءة الكتاب أوِ المقال أوِ المجلة، ودعوني أخبركم سرًّا، لا يُقال في دورات القراءة عمومًا، ودورات القراءة السريعة خصوصًا، وهو أن طبيعة وموضوع الكتاب تفرض عليك سرعة قراءته؛ حتى تستفيد منه الاستفادة المُثْلى، فالكُتُب التي تعتني بجمع المقالات مثلاً؛ ككتاب "مقالات لكبار كتَّاب العربية في العصر الحديث"؛ للشيخ محمد إبراهيم الحمد، والذي أنصح بقراءته؛ لما يَحْوِيه من فوائدَ جميلةٍ، ومقالات متميزة، والتي توجد نسخته الإلكترونية كاملة على بعض مواقع الإنترنت - يمكن قراءته بالطريقة السريعة، وأما عندما تتناول أحد الكُتُب الفقهيَّة المتخصصة، أو الكُتُب الفكريَّة العميقة لتقرأه، فطبيعة الكتاب تجبرك وتفرض عليك فرضًا أن تقرأه ببطْء، أو بسرعة متوسِّطة؛ حتى تستوعبَ ما فيه؛ لذلك فسرعة القراءة تتفاوت حسب طبيعة الكتاب وموضوعه، وتذَكَّر دائمًا أنَّ المهم هو الحُصُول على الفائدة، وليس إنهاء الكتاب بسرعة أو بسرعة عالية.

2- اعرف: لماذا تقرأ؟

فيجب عليك أن تعرفَ هدفكَ قبل القراءة، والذي بناء عليه تقوم باختيار الكتب التي ترتقي بإدراككَ ومعارفكَ، فهل أنت تقرأ للتسلية والمتعة؟ أو تقرأ للتعلُّم المستمر، الذي يطوِّر من مفاهيمكَ ومعارفك وقدراتك، ونظرتك للحياة والكون، والحكم على الأشياء، وبناء وتكوين شخصيتك الثقافية والقيادية والفكرية التكوين المناسب؛ حتى تكون مؤثِّرًا في محيطكَ والمجتمع من حولكَ؟

3- أنت لا تحتاج أن تقرأ عنْ كلِّ شيءٍ:

فليس كل كتاب، أو مجلة، أو بريد إلكتروني تحتاج إلى قراءته أو قراءتها، فمُعظم المجلاَّت والرسائل الإلكترونية في حقيقتها لا تحتوي على ما ينفعكَ؛ لذلك منَ المهم أن تتحكَّم فيما تقرأ، والوقت التي تبذله في القراءة، واخترِ الكتاب الذي يتناسب مع تخصصكَ واهتماماتكَ ومجالك الذي تريد أن تبرزَ فيه.

4- ليس منَ المهم أن تقرأ الكتاب أو كل شيء يقع في يدك:

فهل تقرأ كل المقالات في المجلة التي تقع تحت يدك؟ وهل تقرأ كل أجزاء وفُصُول الكتاب؟
في حقيقةِ الأمر إذا سرتَ بطريقة قراءة كل شيء، فأنت قد تقرأ فصولاً أو مقالات كثيرة لا تحتاجها فعلاً، فقط اخترِ الأجزاء المهمة منَ الكتاب، والتي يهمك قراءتها، وتتفق مع ما تبحث عنه من فوائد أو معلومات، وكذلك كنِ انتقائيًّا في قراءتك للمقالات، وقد ذَكَر أحد المفكِّرينَ الكبار أنَّ عقلكَ ينتج بحسب ما تضعه فيه، فهو كالطاحونة إن وضعتَ فيه قمْحًا جيدًا، أخرج دقيقًا جيدًا، وإن وضعتَ فيه غير ذلك، أخرج ما وضعته فيه، فاحرِص على ما تضعه في عقلك الذي يعتبر الأداة الرئيسة لك للحكم والتعامُل مع العالَم، والمشكلات، والتصوُّرات، والأفكار، وهو مصدر بناء شخصيتكَ، والأمر راجعٌ إليك، ولا يشارككَ فيه أحدٌ.

5- اختبر حالتكَ النفسية والمزاجية قبل أن تبدأَ في القراءة:
فحالتُكَ النفسية والمزاجية مهمة جدًّا قبل البَدْء في القراءة، وفي الأوقات المخَصصة لها، فعندما تكون صافيًا ذهنيًّا وغير مرهقٍ، فيُمكنكَ قراءة الكتب الدسِمة التي تحتاج إلى تركيزٍ كبيرٍ، وإن كنتَ تحس بالإرهاق أوِ التَّعب، فاخْتر ما يناسبكَ منَ الكُتُب السهلة والخفيفة، والتي لا تحتاج إلى مجهودٍ في قراءتها.

6- قمْ بترتيب أولوياتكَ في القراءة:
اجْعل قراءتك حسب أولوياتكَ، فإذا كنتَ تنوي تأليف كتاب، أو كتابة بحث أو مقال، فيجب أن تكون قراءاتكَ في الموضوع الذي تنوي الكتابة فيه، وهذه نصيحة مهمة جدًّا لمن أراد أن يستمرَّ في القراءة، وهو أن تجعلَ من ضمن أهدافك منَ القراءة إنتاج أفكار ورؤًى وتصورات جديدة، قد تتَّصف بالإبداع لما قرأت فيه وعنه، وذلك من خلال تأليف الكتب أو كتابة البحوث والمقالات، وهذا - من واقع التجربة والخبرة من قِبَل كثيرينَ - يدفعكَ للاستمرار في القراءة، وهو من أهم الدوافع فيها.

7- حَسِّن ورَتِّب وهَيئ مكان قراءتكَ:
فأنتَ سوف تقرأ وتستوعب بشكلٍ أفضل، إذا كان المكان الذي تقرأ فيه مرتَّبًا ومُهَيَّأ بشكلٍ يساعدك على القراءة، وتعتبر راحتكَ في وضعيَّة الجلوس عاملاً مهمًّا للاستمرار في القراءة، وكان علي الطنطاوي - الشيخ، والداعية، والأديب، والمربِّي الفاضل، وأحد أكابر القرَّاء العرب في العصر الحديث - قد رَتَّب وسائد بأحجام مختلِفة يضعها خلف ظهره، أو يَتَّكئ عليها حسب الوضعيَّة التي تساعده أن يكونَ في راحة تامَّة أثناء القراءة.

8- إذا بدأتَ في القراءة لا تتوقَّف:
اقرأ مباشرةً، ولا تتوقَّف إلاَّ لسببٍ ضروري وقاهرٍ يجبركَ على التوقف عن القراءة، وإذا انتهيتَ منَ القراءة وكان لديك أسئلة، عُد مرَّة أخرى لفصول الكتاب؛ للبحث عن أجوبة للأسئلة التي وردت في ذهنكَ، أوِ ابْحث عنِ الإجابة في كُتُب أخرى، وإذا كنتَ لا تملك أسئلة، فأنتَ في حقيقة الأمر قد حصلتَ على ما تحتاج إليه، والأسئلة مفتاح خيرٍ عظيم لِمَن أراد التطوُّر المستمر في شخصيته وتكوينه الفكري والقيادي، وأذكر أنِّي حضرتُ ملتقى التميز والإبداع الإداري، الذي نظمتْه الجمعية السعودية للإدارة، وعقد في مدينة الرياض في الفترة 8-10 صفر 1428 هـ، وكان من ضمن المشاركين في البرنامج العلمي البروفسور مايكل ماركورت، من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي ألقى محاضرةً بعُنوان: "القيادة في القرن الحادي والعشرين: الأسئلة أولى منَ الإجابات"، ومع أن مدَّة مشاركة البروفسور كانت ربع ساعة تقريبًا؛ إلاَّ أنها من أجمل وأروع المشارَكات في ذلك الملتقى، وعادتْ عليَّ شخصيًّا بفوائدَ جميلةٍ؛ وذلك لسبب يسيرٍ جدًّا، وهو أنَّ المحاضَرة - وبصورةٍ أساسية - تعطي منهجًا، ولا تعطي معلومات، ومَن يمتلك معلومات فكأنما امتلك قطعة ذهبيَّة، وأما مَنِ امتلكَ منهجًا فكأنما امْتَلَكَ مَنْجَمًا منَ الذَّهَب، وما أريد أن أصل إليه من خلال هذه القصة هو التالي:

مَن أراد التميُّز فعليه أن يدفعَ ثمن تكاليف أسئلة تبدأ بـ: "لماذا؟ وماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ وماذا لو؟ وهل؟ وغيرها منَ الأسئلة، ويبذل جهده، وتعبه، وعرق جبينه، وشيئًا من راحته النفسيَّة؛ للحُصُول على إجابات لتلك الأسئلة مقابل التميُّز والتفرُّد الذي ينشده؛ لأن ضريبته باهظة، خصوصًا مَن كان يريد نجاحًا وتميُّزًا ذا معنى حقيقيٍّ، وليس زائفًا، وفرق كبيرٌ بين المعنيينِ.

9- رَكِّز:
تذَكَّر جيدًا أنكَ تقرأ، ولديك هدف وغرض وغاية من قراءتك؛ لذا يجب عليك التركيز في المادة المقروءة، وإذا فقدتَ التركيز والاهتمام بعد فترة منَ القراءة، يمكنكَ أخْذ راحة، أو قراءة كتاب آخر، والمهم هو أن تحافظَ على مسارِكَ في القراءة، وحسب المادة التي تقْرَؤها وترجو منها الفائدة الفكرية والذهنية لعقلك، الذي يتطوَّر بشكلٍ مستمرٍّ مِن خلال القراءة، والتَّعلُّم بالطُّرق المختلفة، ولا تنسَ أنَّ القراءة أهم طرق التعلُّم؛ كما تشير إلى ذلك الكثيرُ منَ الدِّراسات.

10- تدرب ومارس:
إنَّ القُرَّاء الكبار لم يولدوا مِن بين يوم وليلة ورأوا أنفسهم قراءً عظامًا؛ ولكنهم تعبوا وبذلوا الأسباب، وتعلَّموا من أخطائهم؛ سواء في اختيار الكتب أم طريقة القراءة، وفهموا واستوعبوا الدروس من خلال التجربة والخبرة والممارسة، وهذه الطُّرق التي ذكرتُها تعطيكَ جزءًا مُهمًّا وكبيرًا لتطوير مهاراتك في القراءة؛ ولكن يبقى الدور المحوري والرئيس والمهم عليك أنتَ - عزيزي القارئ.

القراءةُ ليستْ هواية كما يظن الكثيرون، ومِن سخف القول أن يجيبَ أحدُهم عندما يُسأل عن هوايته بأن هوايته القراءة، إنها منهج حياة متكامِل وضروري ومهم وحيوي، لمن أراد أن يكونَ مشعل نور وإضاءة، وقائدًا ذا أَثَرٍ في هذه الحياة.

وقبل الرحيل، هذه دعوةٌ لقراءة كتاب "عاشق"؛ للشيخ الدكتور/ عائض القرني، والذي يتحدث فيه عن قصته مع القراءة، وفوائد القراءة، ويستعرض بعض النماذج المبرزة في القراءة منَ السلف الصالح، وهو كتاب يجمع بين المتعة والفائدة، كَتَبَه الشيخ بأسلوبِه الأدبي الرفيع.
منقول ....

لم تعد من الأمور الصعبة .... قراءة الأفكار ... !!!


 لم تعد من الأمور الصعبة ... قراءة الأفكار 

نجح باحثون ألمان في معرفة قرارات الإنسان بشكل مسبق من خلال مراقبة نشاط المخ. العلماء وجدوا أن النموذج العصبي الذي ينبئ بتصرف محدد للإنسان يظهر قبل عشر ثوان تقريبا من صدور هذا التصرف.

ماذا يحدث للمخ عندما يكون في حالة تفكير؟ هذا هو السؤال الذي حير علماء الأعصاب منذ قرون. 


لكن العلماء نجحوا مؤخراً في مراقبة نشاط المخ أثناء العمل من خلال استخدام آخر التقنيات، وقد استطاعوا عبر أبحاثهم المكثفة معرفة أنشطة الخلايا العصبية، بل وقراءة بعض أفكار الإنسان دون اللجوء للشعوذة والسحر. عن ذلك يقول البروفيسور جون دايلان هاينيس من مركز "بيرنشتاين لأبحاث المخ والأعصاب" خلال مؤتمر عُقد بهذا الخصوص أمس الأحد (20 ابريل/نيسان) في شتوتجارت جنوب ألمانيا: "عثورنا على نماذج خاصة لانطباع الأفكار في المخ يجعلنا نعرف ما يفكر فيه الشخص المعني". 

قراءة الأفكار بنسبة 70 بالمائة



طرحت نتائج البحث الكثير من الأسئلة سواء على المستوى الأخلاقي أو الجنائي أو الديني. فقد اكتشف البروفيسور هاينيس خلال إحدى التجارب مركز اتخاذ القرارات في المخ وكيفية اتخاذها. ويقول هاينيس: "كان على المتطوعين المشاركين في التجربة أن يقرروا ما إذا كانوا سيقومون بعملية الطرح الحسابي أو عملية الجمع دون إبداء ذلك للقائمين على التجربة واستطعنا استقراء قرارهم بنسبة نجاح لا تقل عن 70 بالمائة". وأشار إلى أن العلماء قاموا خلال التجربة بمد أجهزة الكمبيوتر بـ"بصمة الأفكار" أي بحركة الخلايا العصبية وتفاعلاتها ونشاطها بشكل عام عندما يقوم الجسم بعملية الطرح أو بعملية الجمع ثم مقارنة هذه "البصمة" أو الانطباع أو الصورة بصورة مخ المتطوعين أثناء قيامهم بإحدى هاتين العمليتين. 

هل الإنسان مسير أم مخير؟
كما وجد الباحثون أن الكمبيوتر أظهر النموذج العصبي الذي ينبئ بتصرف محدد للإنسان قبل عشر ثوان تقريبا من صدور هذا القرار مما دفع البروفيسور هاينيس لإعادة طرح السؤال القديم الجديد: "هل الإنسان حر؟ أم أن تصرفاته محددة من خلال أنشطة عصبية في المخ؟ ألا يستطيع الإنسان مخالفة طبيعته؟". وشرح الباحث هانز ماركوفيتش خلال المؤتمر حالة رجل كان محبا لأسرته ووفيا لها، لكنه أصبح فجأة ذو ميول جنسية شاذة مع الأطفال جعلته ينتهك عرض أولاده. وبإجراء الفحوص الطبية على هذا الأب تبين أنه مصاب بورم سرطاني في المخ. وبعد استئصال هذا الورم عاد الأب طبيعيا وتخلص من هذه الميول الشاذة. 


وعقب الباحث على هذه الحالة بالتساؤل:"هل يعاقب القانون على هذه الميول؟ ربما سمحت المحاكم مستقبلا باستخدام أجهزة مسح المخ في قاعاتها". ويعمل البروفيسور ماركوفيتش أيضا في إعداد التقارير الصحية لبعض الجهات القضائية كما أنه أثبت ما سماه "بصمة الكذب" حيث وجد أثناء إحدى التجارب مع الطلاب أن الخلايا العصبية نشطت بشدة في منطقة الجبهة عندما بدأوا يقصون حكايات حقيقية بناء على طلب القائمين على التجربة، ثم نشطت الخلايا العصبية بغزارة في مؤخرة الرأس عندما بدأوا يقصون حكايات مختلقة. 

الأحد، 30 أكتوبر 2011

الضجر والملل عند الأطفال

الضجر والملل عند الأطفال






س1) لماذا يشعر الطفل بالضجر والملل أثناء اللعب ؟ 
اللعب هو النشاط الأساسي للطفل من خلاله يكتشف العالم من حوله و تنمو مدركاته 
العقلية والانفعالية والاجتماعية ، إلى جانب أنها الوسيلة الأولى التي تبعث في نفس 
الطفل الفرح و البهجة والتسلية، ولكن إذا لم يوجّه هذا اللعب بشكل صحيح فإنه بالتالي 
سيؤدي إلى نتيجة عكسية وهي الضجر والملل 0 

س2) ما هي أعراض الطفل المتضجر ؟

& الانفراد و العزلة أثناء اللعب .

& السأم و التبرم الدائم .

&القلق و التردد .

& الخوف من الأشياء من حوله .

& وجود نوع من الحساسية الزائدة أثناء اللعب .

&نوبات البكاء المتقطعة . 


س3) ما أسباب الضجر و الملل ؟

& فرض النوعية معينة من الألعاب .

& إجبار الطفل للعب في مكان معين و محدد .

& عدم تنوع في برامج اللعب ،التي يمكن أن تثير مشاعر و فضول الطفل .

& تقيد حركة الطفل أثناء اللعب وعدم إعطاءه الحرية الكافية .

& خوف الأهل الدائم و مراقبتهم المستمرة للطفل أثناء اللعب .

& عدم وجود تجديد أو ابتكار في عملية اللعب .

& غياب الطريقة الصحيحة للعب .

8- عدم وجود روح المنافسة و التحدي عند اللعب . 





س4) ما هو الطريقة الصحيحة للتغلب على الضجر و الملل ؟


& تشجيع الطفل أثناء لعبه و نشاطه حتى ندعم حاجته للشعور بالنجاح .

& عدم إرهاق الطفل بنشاط حركي فوق طاقته .

& إعطاء الطفل الحرية أثناء اللعب مع التوجيه الغير مباشر .

& أخذ رأي الطفل عند شراء أي لعبة له ، أو استشارته في مكان معين للعب . 
& مشاركة الطفل الحساس أو المنطوي مع جماعة من الأطفال أثناء اللعب . 
& محاولة إيجاد روح الجماعة و المنافسة الحرة في الأطفال أثناء اللعب . 
& خلق جو من التجديد و الابتكار أثناء اللعب حتى لا يتضجر الطفل سريعا . 





التوصية 

ليس الهدف من اللعب هو شراء لعبة غالية الثمن أو أخذ الطفل لمكان راقي ، بل الهدف الحقيقي من اللعب هو تنمية المهارات الحركية عند الأطفال و تفريغ الشحنة الانفعالية عندهم حتى يشعروا بالتسلية و المتعة الحقيقية .

خديعة المجاملة...!!!!

::خديعة المجاملة::

ما ابشع المجاملات حينما تكون خارج نطاق التشجيع السليم،
و بناء الهمم فقد يكون المرء مقدماً على الهلاك دون ان يشعر و ذلك لسبب قيامة بأعمال خارجة عن نطاق العقل و الفطرة السليمة التي تلاشت لإصغائه المفرط لجوقة المصفقين و المجاملين .



فالمجاملة نفاق مبرقع يخفي من ورائه المآرب و الأهداف الدسيسة التي يراد منها القضاء على المصارحة الوجدانية
 و إبقاء الإنسان راض عن مساوءه و عيوبه دون أن يكترث لما ينتظره في نهاية المطاف , فكم من دولة بادت جراء الإنجراف وراء المجاملات و المداهنات فالبطانة السيئة تزين للحاكم مساوءه و تستر عورات الـظلـم و الإستبداد و تكتم افواه الموعظة و الإرشاد فتجعل الحاكم يبحر في جنون العظمة ظناً بأنه يحسن صنعاً.




و يقول الباري عز وجل:

(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)

قال تعالى :
( فلا تطع المكذبين ، ودوا لو تدهن فيدهنون )

قد يعتقد البعض بأن المجاملة تعزز من وشائج المحبة بين الأصدقاء
 و هذا مع الأسف مفهوم خاطئ فقد يكون الأخ أو الصديق يدور في دوامة الخطيئة و الإستبداد مما يستلزم علينا الأخذ بيده و إنتشاله من تلك الدوامة فإن تركناه في ظلمه شاركناه في جنس عمله و الأخذ بيد المخطئ يكون بمصارحته بسوء عمله و ليس بمجاملته

إسكان الحجاج في مِنى بين الوضع الحالي والمشروع المقترح



إسكان الحجاج في مِنى بين الوضع الحالي والمشروع المقترح


بقلم عبد الله المسند


منى أحد المشاعر المقدسة التي تؤوي سنوياً ما يقرب مليونين من الحجاج فضلاً عن غيرهم، ابتداءً من 8 ذي الحجة حتى نهاية أيام التشريق بمجموع قدره ستة أيام. ويقع مشعر منى على بعد 6 كم تقريباً إلى الشرق من الحرم الشريف ويحدها من الشمال الغربي جمرة العقبة، ومن الجنوب الشرقي وادي محسر، ومن الشمال جبل القويس، ومن الجنوب جبل مثيبر. ومشعر منى عبارة عن واد تحيط به الجبال، ويبلغ طول منطقة المشعر المستغلة حوالي 3.2 كم، وتقدر مساحة منى الشرعية حوالي 7.82 كم2، والمستغلة فعلاً 4.8 كم2 فقط أي مايعادل 61% من المساحة الشرعية و 39% عبارة عن جبال وعرة ترتفع قممها حوالي 500م فوق مستوى سطح الوادي.
*****
 
*****

 وحيث إن المساحة المتاحة استعمالها من أراضي منى قليلة تمثل تقريباً 61% وتتمثل بوادي منى؛ فإن المشكلة تزداد حجماً إذا علمنا أنه ليس كل هذه المساحة تستعمل لإسكان الحجاج حيث يشاركها كل من الطرق، الهيئات الرسمية، الخدمات العامة، الجمرات، المساجد، والمباني.

*****

 
*****
عرض المشكلة
يعيش معظم الحجاج في منى تحت خيام معدة وفق طريقة تقليدية شكلاً لا مضموناً، ولها عدة مشاكل نجملها بما يلي :

أولاً: المشكلة الأمنية 
نمط السكن في منى والمتمثل في الخيام المتجاورة يترتب عليها عدم استطاعة الحاج حفظ أمواله وممتلكاته الخاصة في ظل خيام مشرّعة الأبواب، أو صالات تحوي المئات دفعة واحدة، ولا يتوفر فيها خزينة أو حتى رفوف أو أي شيء للحفظ، عدا حقيبة الحاج التي تكون عرضة للسرقة أيضاً من ضعاف النفوس، سيما وأن الحجاج يُخلون خيامهم عدة مرات لتأدية مناسك الحج، ومن السلبيات صعوبة الوصول إلى شخص مطلوب في ظل مخيم مفتوح يؤوي الآلاف من الحجاج ويسهل على المخالف التنقل بين الأماكن والهرب من أيدي رجال الأمن.

ثانياً: المشكلة الشرعية
من خلال الواقع نجد أن اتجاه القبلة يختلف من مخيم إلى آخر في منى وما ذاك إلا بسبب طبيعة إعداد ونصب الخيام، ومن سلبيات الخيام كذلك أن النساء يجتمعن في مخيم واحد مما يصعب على محرم أي منهن الاتصال بهن بسبب نمط السكن المستعمل، وكذلك نجد أن النساء يتحرجن من أسلوب الصالات المفتوحة والتي تؤي المئات منهن، بالإضافة إلى افتقار بعض المخيمات لدورات المياه الضرورية.

ثالثاً: المشكلة الاجتماعية 
بسبب تقارب الخيام فإن الصوت يخرج من الخيمة إلى أخرى مسبباً حرجاً للمتحدث وإزعاجاً للسامع، كما أن حرية الحاج الخاصة تكاد تنعدم في ظل مخيم مفتوح فيه المئات من الحجاج، ومن المعلوم بالضرورة أن لكل إنسان خصوصياته في نومه وفي جلسته وفي أكله وغير ذلك.

رابعاً: المشكلة الصحية 
تتصف المخيمات التقليدية بأنها مفتوحة على هيئة صالات وتؤوي المئات وأحياناً الآلاف من الحجاج لذا فإن سرعة انتشار الأوبئة وانتقال العدوى من المرضى إلى الأصحاء وارد جداً بل وتشكل المخيمات الجماعية المناخ الأمثل لانتشار العدوى وانتقالها بين الحجاج هذا من جهة، ومن جهة أخرى تتصف المخيمات بعدم وجود المرافق الصحية المناسبة، كما أن اشتراك مئات الحجاج في مغاسل محدودة قد يساهم لا قدر الله في انتقال العدوى.

خامساً: المشكلة الخدمية 
إن تجمع الحجاج في مخيم واحد يعيق تقديم الخدمات بالشكل المطلوب، لاسيما خدمات تجهيز الوجبات اليومية الثلاث والمياه الباردة والنظافة والمرافق الصحية الملائمة والهاتف والبريد والتموينات والخدمات الصحية وغيرها الكثير.

سادساً: المشكلة المناخية
يتسم مناخ مكة المكرمة بقلة الأمطار وبارتفاع الإشعاع الشمسي ومن ثم درجات الحرارة معظم أيام السنة، تجعل حجاج بيت الله يعانون بشكل لا يطاق من الكثير من المتاعب والمشاكل الصحية خاصة إذا ما صادف موسم الحج فصل الصيف (حوالي 7 شهور) وعلى رأسها الإصابات المتنوعة كضربات الشمس والجفاف والإعياء والتغيرات النفسية جراء ذلك ونحوها، كما أن نوعية السكن المتمثلة بالخيام المكيفة بشكل لا يتناسب ودرجة حرارة الجو غالباً تساهم في إزعاج الحاج وتناقص قابليته لتناول الوجبات الغذائية ويصاب بالخمول والكسل والتعب الشديد عند أدنى جهد يبذله وبدوره ينعكس سلباً على حضور قلب الحاج عند العبادة بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالدرجة الأولى، إذ إن الإنسان يشعر بالانزعاج المحسوس عندما تتجاوز درجات الحرارة 27ْم فكيف بدرجات تتجاوز 46ْ م في الظل كما هو حال طقس منى في (يونيو، يوليو، أغسطس).
*****
المشروع المقترح 
كنتيجة حتمية لضيق مساحة وادي منى (الشرعية) ومحدوديتها من جهة، وازدياد أعداد الحجاج في ظل سكن تقليدي لا يفي بتطلعات المستقبل من جهة ثانية، وبالإضافة إلى جملة مشاكل ترتبط بالمسكن التقليدي يأتي في هذا السياق أقتراح مشروع يأخذ بالحسبان كل الظروف السالفة الذكر من خلال تصميم مسكن عصري نموذجي للحجاج يتجاوز المشاكل الحالية هادفاً إلى تحقيق إيجابيات جمة للحجاج قاطبة بإذن الله تعالى وليضع مشعر منى على مشارف الألفية الثالثة بإذن الله تعالى.

تخطيط منى 
من أجل تهيئة منى للمشروع المقترح يتطلب الأمر إعادة تخطيط منى بشكل كامل ليتناسب والوضع الجديد وليجعل السيطرة على منى وإدارتها من قبل الجهات المعنية تتم وفق نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information Systems (GIS) علماً بأن أبرز العناصر المراد تخطيطها وتهيئتها للتناسب مع المشروع تتمثل بما يلي:
1) تمهيد سفوح الجبال المطلة على منى خاصة جبل القويس بشكل مدرجات كبيرة لاستثمارها، باعتبار أن قمم الجبال هي حدود منى الشرعية.
2) إزالة كل المباني الحالية والتي سيستعاض عنها بأبنية نموذجية في المشروع المقترح.
3) تخطيط الطرق والشوارع بما يتمشى مع عناصر المشروع المقترح لتتوافق مستقبلاً مع تخطيط مكة ومزدلفة وعرفات كخطوة لاحقة.
4) تجهيز شبكات كل من المياه، الصرف الصحي، الكهرباء، الهاتف، والتكييف ... الخ بما يتناسب والمشروع المقترح.
5) بناء قاعدة نظم المعلومات الجغرافية GIS لتستطيع الجهات المعنية التحكم في منى بشكل تام.

ماهية المشروع 
لا شك أن السلبيات الكثيرة والكبيرة والمتمثلة في الطريقة التقليدية في إسكان الحجاج تحت الخيام تملي وتحتم وضع حل عاجل وجذري يقضي على تلك المشاكل أو يحد منها على الأقل، والمشروع يكمن في استبدال الخيام ومشاكلها ببناء أراض منى على شكل أبراج عالية مصممة لتتناسب ومناسك الحج ولتستوعب حجاج الحاضر والمستقبل ومن أجل الاعتماد على التوسع الرأسي لمواجهة تزايد نسبة الحجاج في ظل مساحة محدودة وذلك وفقاً للتفاصيل الآتية:

 الموقع 
بعد تهيئة وتخطيط منى على نحو ما سلف يُشرع ببناء واستثمار سفوح الجبال المطلة على منى كخطوة أولى قبل الأراضي المنبسطة أي أن سفوح الجبال تمهد وتُدرج، ومن ثَم يقام عليها المشروع وبعد تهيئة وتأهيل سفوح الجبال يُبدأ ببناء الأراضي المنبسطة كخطوة ثانية.

التصميم
تُصمم الأبراج بصورة تتماشى مع أهداف الحج وشخصيته المميزة سواء بشكلها الخارجي أم بتصميمها الداخلي أم بمستوى ارتفاعها. كما يأخذ التصميم في الحسبان مسألة خلو الأبراج من الساكنين معظم أيام السنة، وعلى سبيل المثال يكون التصميم الداخلي بشكل يجعل في كل دور 40 جناحاً ـ على سبيل المثال ـ يتوسطها ممر واسع، يستوعب كل جناح منها 25 حاجاً تقريباً شريطة أن تُجهز بأسرة مؤلفة من دورين أو ثلاثة لرفع الطاقة الاستيعابية لكل جناح، وبعبارة أخرى يستوعب كل دور نحو 1000 حاج تقريباً، ويرفق في كل دور دورات المياه الكافية ويصمم الممر بين العنابر بصورة وبوجهة تجعله مكاناً لاجتماع قاطني الدور لتأدية الصلوات الخمس جماعة.

الاستيعاب
تتباين الأبراج المبنية في منى في استيعابها حيث يؤكد المقترح على وجود أكثر من نمط للأبراج فمنها ما يستوعب 10.000 حاج ومنها 20.000 حاج ومنها 30.000 حاج أو أكثر من ذلك أو أقل بصورة تجعل حجاج بعض الدول المتوسطة العدد أو القليلة يجتمعون في برج واحد وهكذا.
*****
 
*****
خدمات البرج 
الدراسة تقترح كما سلف بناء أبراج من عدة أدوار تخصص الأدوار الأولى للخدمات المختلفة فمثلاُ تخصص الأدوار تحت الأرض كمستودع لدعم الخدمات في البرج، ويكون الدور الأرضي مقراً للإدارة والاستقبال والخدمات الهامة، كما يخصص الدور الثاني للمبطخ ومستلزماته لدعم سكان البرج بالوجبات الرئيسة وغيرها، ويخصص الدور الثالث كسوق مصغر ومتكامل ومن الخدمات التي تفترض الدراسة توفرها في البرج بصورة أو بأخرى على سبيل المثال :
1. خدمة السلامة: يجهز البرج بوسائل السلامة المختلفة ومن أهمها مكافحة الحريق الذاتية واليدوية.
2. الخدمات الطبية: ومن أبرزها وجود مستوصف متكامل للعناية بمرضى المبنى بل ويؤكد المقترح على وجود مستشفى مصغر في الأبراج الكبيرة تديره الجالية التي تقطن البرج ويلحق به سيارات إسعاف أيضاً.
3. خدمة التموين: تُعنى بتجهيز الوجبات الثلاثة الرئيسة لقاطني البرج عبر مطبخ متكامل.
4. خدمة النظافة: تُعنى برعاية ونظافة البرج عبر وحدة خاصة.
5. خدمة غسيل الملابس: تستقبل كافة الملابس لغسلها وكيها.
6. خدمة إعلامية: تتمثل بوجود إذاعة مسموعة ومرئية تبث في نطاق البرج فقط بلغة الجالية التي تسكن البرج وذلك ليسهل على الجهات المسؤولة في منى إيصال المعلومات اللازمة لكل حاج.
7. خدمة البريد والاتصالات: تُعنى بتوفير الاتصال الداخلي والدولي وخدمات الأنترنت.
8. خدمة مصرفية: تتمثل بمكتب للصرافة وماكينات صرف إلكترونية.
9. خدمة ثقافية: تُعنى بتوفير الكتب والكتيبات الإرشادية بلغة الحاج في مكتبة ثقافية عامة للبرج.
10. مكتب التوكيل عن الهدي: يُعنى باستقبال حجاج البرج والمفاهمة حول توكيل ذبح الهدي وتوزيعه وفق القواعد الشرعية.
11. خدمة الإرشاد الديني: تتمثل بمكتب للفتوى والإرشاد الديني لخدمة حجاج البرج وتكون هذه الوحدة مرتبطة بالمكتبة وبوحدة الإذاعة الداخلية.
12. خدمة النقل: توفر وسائل النقل لنقل الحجاج لتأدية مناسكهم وتتبع وزارة المواصلات أو شركات النقل المختلفة.
13. خدمة النقل الجوي: تتمثل بوجود مكتب للخطوط الجوية لتسهيل عملية الحجز وغيرها.
14. خدمات أخرى: ومنها توفر صوالين حلاقة وبوفيهات وتموينات ومحل للهدايا وحتى حصوات الجمرات تكون معبأة في بلاستيك ومعها ورقة إرشادية تباع في البرج نفسه.
15. وحدة المستودع: ومكانها القبو (البدروم).
16. مهبط طائرة عاموديه فوق سطح البرج للطوارئ لا قدر الله.
17. مكتب التنسيق: ويتبع الإدارة المركزية لمنى ومن مهامه تطبيق خطط الحج العامة المتعلقة بالتنقلات وتأدية المناسك على ساكني البرج، إذ أن المقترح يفترض أن تأدية المناسك تتم عبر جدول معد من قبل بصورة تمكّن الحجاج من تأدية المنسك في وقت محدد من قبل، حتى لا يتزاحم كل الحجاج في تأديته في أول وقته على الرغم أن وقت المنسك واسع ويمتد عدة ساعات، وهذا التنسيق يحد من الزحام وما يترتب عليه من وفيات وغيرها من الحوادث، إذ أن مكتب التنسيق في كل برج يضمن توزيع حركة الحجاج لتأدية المناسك المختلفة من رمي وطواف ونفرة من عرفات ودفع من مزدلفة وغيرها في كل الوقت المتاح شرعاً، والحد من حركة الحجاج الكلية الجماعية في وقت قصير إلى وقت أطول مما يترتب عليه التخفيف على المطاف والمسعى والطرق والرمي وغيرها الكثير من الإيجابيات.
*****
 والهدف من توفير كافة الخدمات الضرورية والكمالية في البرج يتمثل في الحد من خروج الحجاج من تلك الأبراج إلى الشوارع والطرقات والأسواق وما يترتب على ذلك من زحام وضياع وإصابة بضربات الشمس والإعياء والتضييق على عبور وسير المركبات وإشغال الجهات المعنية بمشكلات التنظيم وكذلك زيادة النفايات داخل شوارع منى، وفيض من السلبيات المترتبة على خروج الحاج من مقر سكنه، ولكن عندما تتوفر الخدمات في الأبراج بالشكل الذي سلف تُحل كل هذه المشاكل وتقلل من ضرورة خروج الحاج من مقره إلا لتأدية منسك ما، ويكون خروجه وفق جدول وترتيب وتنظيم بتنسيق مع مكتب التنسيق في المبنى والذي يتحرك بدوره وفق إدارة منى المركزية.
 *****
تصنيف الأبراج 
يقصد بتصنيف الأبراج تنوعها من حيث درجتها أو فخامتها وتوفر الكماليات فيها بحيث تصنف إلى ثلاثة أو أربعة أصناف صنف ذو خمسة نجوم وآخر ذو أربعة وثالث ذو ثلاثة وهكذا، والهدف من التصنيف لإتاحة الفرصة للاختيار من قِبل الدول الإسلامية، بل من الممكن تصنيف البرج نفسه إلى عدة مستويات لإتاحة الفرصة أمام حجاج الدولة الواحدة للاختيار حسب المقدرة المالية.

توزيع منى على الدول الإسلامية 
يهدف التوزيع إلى تسهيل إدارة الحج والحجاج من قبل الجهات المعنية ولا يعني بالتأكيد التمايز بين المسلمين، لذا فإن الدراسة تقترح أن توزع منى وفق معايير يُتفق عليها كأن تكون الدول العربية في جهة والعجمية في جهة أخرى، أو الدول الآسيوية في ناحية والإفريقية في ناحية والأوربية في ناحية وهكذا، أو حسب عدد الحجاج في كل دولة بمعنى أن حجاج الدول ذات العدد الكبير تكون في ناحية والعكس صحيح، والهدف تنظيمي ليس إلا.

الطرق في منى 
تصمم الطرق الرئيسة في منى بصورة تكون متصلة بطرق عرفات ومزدلفة حتى الحرم على أن يكون لكل طريق منها يصل بين المشاعر الأربعة مسمى واحد ولون أعمدة الإنارة والأرصفة وواجهات المباني واحدة وطراز واحد وذلك لسهولة الاستدلال على المكان ولتحاشي الضياع من قِبل الحجاج.

تنسيق حركة الحجاج 
تتولى الجهات المعنية التخطيط لحركة الحج والتنظيم والتنسيق بشكل يكفل توطن النظام في المشاعر المقدسة، ولعل من أهم ثمار المشروع المقترح سهولة التحكم والسيطرة على الحجاج وحركاتهم والحد من الفوضى والارتجالية أو الوقوع في حوادث مميتة كما يحصل وقت الرمي على سبيل المثال، والمشروع المقترح يفترض وجود مكتب للتنسيق في كل برج من مهامه تطبيق سياسة وخطط الجهات المعنية في تخطيط حركة الحج، ومن أبرز الأشياء التي يتم التنسيق من أجله ما يلي: الصعود إلى عرفات ومن ثَم النفرة منها ويليها الدفع من مزدلفة إلى منى وشعائر تأدية الرمي خلال أيام التشريق وكذلك طواف وسعى الحج ومن ثم طواف الوداع، كل هذه الحركات الكبرى للحجاج إذا ما تمت السيطرة عليها من قبل الجهات المعنية عبر مكاتب التنسيق الموجودة في كل برج ستكفل بإذن الله تعالى حل معضلات كبيرة وكثيرة تواجهها الجهات ذات العلاقة بشؤون الحج.

تمويل المشروع 
تتوقع الدراسة أن المشروع بشكله العام سيعد من أضخم المشاريع العمرانية في العالم إن لم يكن الأضخم على الإطلاق، لذا سيكون إنشاء المشروع على مراحل عدة كعادة المشاريع ذات الحجم الكبير، أما عن تمويل المشروع فتقترح الدراسة عرضه بشكل مناقصات تتنافس عليه الشركات الكبرى على أن تُسدد نفقات البناء على أقساط سنوية طويلة الأجل وذلك من دخل الأبراج السنوي حتى يُستوفى وتغطى تكاليف المشروع كاملة، ومن ثَم تملكها الدولة ممثلة بوزارة الحج أو الإسكان لتقوم بتأجيرها بسعر يكفل تغطية الصيانة والخدمات العامة والتطوير والتنظيم وغير ذلك.

استثمار المشروع 
لا تقتصر فائدة المشروع على إسكان الحجاج بضعة أيام في السنة من الثامن إلى الثالث عشر من ذي الحجة بل الدراسة تقترح أن يُستثمر المشروع بشكل أكبر وذلك على النحو التالي:
1. خلال شهر رمضان هناك مئات الآلاف من المعتمرين وخلال إجازة الربيع والمناسبات الأخرى أيضاً لذا تقترح الدراسة أن تعد بعض الأبراج القريبة من مكة لإسكان هؤلاء المعتمرين بأسعار مغرية مقارنة مع الأبراج القريبة من الحرم ومنها نحفز المعتمرين على اختيار أبراج منى لوجود مميزات أكثر سيما وان المشروع يفترض وجود قناة نقل عصرية تحت الأرض Underground بين منى والحرم تُشجع المعتمرين على اختيار السكن في منى.
2. الحجاج حين وصولهم إلى مكة قبل موعد الحج وكذلك بعد انتهاء مناسك الحج يسكنون داخل مكة وتكتظ المباني بهم وينتشر الزحام وما يتبعه من سلبيات كثيرة، لذا تقترح الدراسة بأن يُستثمر المشروع وقتاً أطول عبر إقامة الحجاج في أبراج منى قبل وأثناء وبعد أداء مناسك الحج حتى يرحلوا إلى أوطانهم سالمين.
*****
مثال تطبيقي لمعطيات المشروع 
عندما يكتمل المشروع بإذن الله تعالى سيوفر المال والرجال والوقت والجهد في التخطيط والإدارة والتنفيذ لشؤون الحج ولنا أن نتخيل الوضع بعد المشروع عبر المثال التطبيقي الآتي:
رمي الجمرات يعد من أعظم المعضلات التي تواجه الحجاج والجهات المعنية بالتنظيم على حد سواء ولكن عبر إدارة منى المركزية وكذلك مكاتب التنسيق في كل برج ومن خلال استخدام الأساليب الحديثة في التخطيط والسيطرة كنظم المعلومات الجغرافية نستطيع توجيه العدد المطلوب في كل ساعة لرمي الجمرات، وبصورة أخرى نستطيع توجيه الحجاج للطواف أو لأي نسك من أنساك الحج بالعدد المطلوب والتي تستوعبه الطرق وأماكن النسك.


*****
وفي الختام نخلص إلى أهم الفوائد المجنية حيال تطبيق فكرة الأبراج في إسكان الحجاج في منى ومنها:
1. زيادة القدرة الاستيعابية لمشعر منى من الحجاج.
2. تقليل تكاليف الحج على الجهات ذات العلاقة (الوقت ،الرجال،المال،الجهد).
3. زيادة مساحة منى.
4. الحد من خطر الحرائق والسيول.
5. الحد من مشكلة كثرة الضياع في أوساط الحجاج.
6. حل مشكلة دورات المياه وشبكة المياه.
7. سرعة وصول المريض إلى المستوصف أو المستشفى.
8. الحد من انتشار العدوى بين الحجاج.
9. حل مشكلة ارتفاع درجة الحرارة.
10. الحد من مشكلة النفايات المتراكمة في شوارع منى وسهولة التخلص منها.
11. الحد من مشكلة تجول الحجاج في طرق وشوارع منى وما يترتب على ذلك من سلبيات.
12. حل مشكلة الزحام في الجمرات.
13. حل مشكلة تزاحم الحجاج في تنقلاتهم لتأدية مناسكهم.
14.  حل مشكلة إسكان الحجاج في مكة.
15. الحد من مسألة التلوث.
16. جمع حجاج كل دولة في برج واحد أو أكثر.
17. سهولة السيطرة والتحكم في الحجاج وتحركاتهم.
18. سهولة الوصول إلى أي شخص مطلوب أو هداية حاج تائه.
19. سهولة رفع مستوى الوعي الديني وإرشاد حجاج كل دولة عبر الإذاعة الداخلية في كل برج.
20. الحد من مشكلة سيارات الإسعاف وتجولها داخل منى وما يترتب على ذلك من إزعاج عبر صفاراتها أو تأخرها عن أداء مهامها.
21. حل مشكلة ارتفاع أسعار المساكن في مكة إبان المناسبات الدينية وذلك لوجود البديل.
*****
ختاماُ لا تدعي الدراسة الحالية استكمال المشروع من جوانبه كافة وإنما يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، راجياً من الله الكريم أن يرزقني أجر الاجتهاد، ومما يُشار إليه أن المشروع لم يكتمل فصولاً إذ إن هذا المقترح يقتصر على عرض سلبيات الوضع الحالي لإسكان الحجاج في منى وطرح المشروع المقترح والمتمثل بالأبراج فقط، آملين أن تتاح فرصة أخرى لاستكمال طرح المشروع من كافة جوانبه وفي جميع ميادينه والمتمثلة بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة على سبيل المثال: فكرة حجب أشعة الشمس عن المشاعر أو التقليل منها وفكرة تخفيض درجة حرارة منى بحوالي 10م وفكرة تظليل صحن الحرم المكي، وفكرة توسيع الحرم المكي بصورة تكفل لكل مصل مشاهدة الكعبة، وطرح مشروع النقل بين المشاعر وبين مكة المكرمة وجدة والمدينة النبوية بصورة عصرية وغير ذلك مما يصب في خدمة الأراضي المقدسة ولتنقل الوضع الحالي إلى وضع يضع المشاعر والأماكن المقدسة على مشارف الألفية الثالثة بإذن الله تعالى.

اختر من بين .. الهدهد والنمل والأسد والنحل والعنكبوت والذباب !!‎



النملـــــــــــــة 
سطرت لها سورة باسمها ، تتلى إلى قيام الساعة وذلك لما حذرت وأنذرتفخذ من النمل ثلاثاً :1- الدأب في العمل2- محاولة التجربة3- تصحيح الخطأ

النحـــــــــــــــل
أوحى الله إليه ، وجعل في اسمه سورة تذكر باسمه إلى قيام الساعة لأنه أكل طيباً ووضع طيبافخذ من النحل ثلاثاً :1- أكل الطيب2- كف الأذى3- نفع الآخرين
الأســــــــــــــــــد
لما تجلت همة الأسد وظهرت شجاعته ، سماه العرب بمائة اسمفخذ من الأسد ثلاثاً :1- لا ترهب المواقف2-لا تتعاظم الخصوم3- لا ترضى حياة الذل
الهـــــــدهـــــــــد

فقد حمل رسالة التوحيد ، فتكلم عند سليمان ، ونال الأمان ، وذكره الرحمنفخذ من الهدهد ثلاثاً :
1- الأمانة في النقل2- سمو الهمة3- حمل همّ الدعوة
الذبـــــــــــــــــا ب
لما سقطت همته ، ذُكر مذموما في الكتابفاحذر من الذباب ثلاثاً :1-الدناءة2- الخسة3- سقوط المنزلة
العنكبـــــــــــوت
لما هزلت العنكبوت ، وأوهنت بيتها ، ضرب بيتها مثل الهشاشةفاحذر في العنكبوت ثلاثاً:1- عدم الإتقان2- ضعف البنيان
3- هشاشة الأركان

قصة عن الصديق والصداقة !‎!!


قصة عن الصديق والصداقة !‎!!



يحكي أحد شيوخ المملكة العربية السعودية.. جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين، ومع الشاب مجموعة من أقاربه، لفت انتباهي،شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة، شاركني الغسيل، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع.. وبين لحظة وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر..ولسانه لايتوقف عن قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، لاحول ولا قوة إلابالله.. هذه الكلمات كانت تريحني قليلا..بكاؤه أفقدني التركيز، هتفت به.. إن الله أرحم بأخيك منك، وعليك بالصبر.. التفت نحوي وقال: إنه ليس أخي. ألجمتني المفاجأة، مستحيل، وهذا البكاء وهذا النحيب.

نعم إنه ليس أخي، لكنه أغلى وأعز إليّ من أخي.. سكت ورحت أنظر إليه بتعجب، بينما واصل حديثه.. إنه صديق الطفولة، زميل الدراسة، نجلس معا في الصف وفي ساحة المدرسة، ونلعب سويا في الحارة، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم.. كبرنا وكبرت العلاقةبيننا، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة، ثم نعود لنلتقي، تخرجنا من المرحلةالثانوية ثم الجامعة معا.. التحقنا بعمل واحد.. تزوجنا أختين،وسكنا في شقتين متقابلتين.. رزقني الله بابن وبنت،وهو أيضا رُزق ببنت وابن.. عشنا معا أفراحنا وأحزاننا، يزيد الفرح عندما يجمعنا، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي.. اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة..نذهب سويا ونعود سويا.. واليوم.. توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء.. يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا؟؟.. خنقتني العبرة، تذكرت أخي البعيد عني،لا.. لا يوجد مثلكما.. أخذت أردد، سبحان الله، سبحان الله، وأبكي رثاء لحاله.. أنتهيت من غسله،وأقبل ذلك الشاب يقبله.. لقد كان المشهد مؤثرا،فقد كان ينشق من شدةا لبكاء، حتى ظننت أنه سيهلك في تلكا للحظة.. راح يقبل وجهه ورأسه، ويبلله بدموعه.. أمسك بها لحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه..

وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة.. أما الشاب فقد أحاط به أقاربه. وعند القبر وقف باكيا، يسنده بعض أقاربه.. سكن قليلا، وقام يدعو، ويدعو.

انصرف الجميع.. عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير.. وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر،حضرت جنازة لشاب، أخذت اتأملها، الوجه ليس غريب، شعرت بأنني أعرفه، ولكن أين شاهدته.. نظرت إلى الأب المكلوم، هذا الوجه أعرفه.. تقاطر الدمع على خديه، وانطلق الصوت حزينا.. يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه.. يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن، يقلب صديقه، يمسك بيده، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه، ثما نخرط فيا لبكاء..ا نقشعا لحجاب، تذكرته، تذكرت بكاءه ونحيبه.. رددت بصوت مرتفع: كيف مات؟.. قال عرضت زوجته عليه الطعام، فلم يقدر على تناوله، قرر أن ينام، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته، وهنا سكت الأب ومسح دمعا تحدر على خديه ،رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون.. قلت له إنا لله وإنا إليه راجعون، اصبر واحتسب، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة،يوم أن ينادي الجبار عز وجل: أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي.. قمت بتغسيله، وتكفينه، ثم صلينا عليه.. توجهنا بالجنازة إلى القبر،وهناك كانت المفاجأة.. لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغا.. قلت في نفسي مستحيل!.. أنزلناه في قبره، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما،وأنا أردد، يالها من قصة عجيبة، اجتمعا في الحياة صغارا وكبارا، وجمعت القبور بينهما أمواتاً.. خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما: اللهم أغفرلهما وأرحمهما،اللهم واجمع بينهما في جناتا لنعيم على سرر متقابلين، في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ومسحت دمعة جرت، ثما نطلقت أعزي أقاربهم، وأخذت ادعو لهما.

قال الحكماء في الصداقة، الصداقة ليست حروف تنثر،أو كلمات تقال، إنها نبضات قلب، وهمسات وجدان، هي مشاعر وإحساس، من وحي والهام القلوب، مائها الحب، وشعارها الأخلاص، ومضمونها الوفاء، وعنوانها التواصل، لا تعرف التوقيت ولا التعليق، غايتها اختلاط القلوب، وتمازج الأرواح، معنوية الأركان غير مادية الأجزاء، أساسها متين، محكمة القواعد، بابها مكتوب عليه نأسس لنبني لا نبني لنهدم، وعلى جدرانها الحب لا يعرف دوران المصالح، وعلى أرضها منقوش ما بني على فاسد مصيره إلى زوال، أي ضع الأساس على صخرة وإلا انهار البناء، بنيانها لا يتصدع بعد التمام، لا تأثر فيهاعوامل التعرية، تتلاشى جنباتها بعد التمزق، إنها باختصار شريان الحياة، ووصل السماء، وينبوع الأرض، لا ينقطع سيبها، مددها فياض، هي لمن عرفهاالحصن الحصين،والركن المتين، الذي يأوي إليه في كل وقت وحين، منها يستقي الدفئ والحنان، ويأمن في كنفها من شرور حوادث الزمان والمكان.

نعم .. القلب يفكـــر !!‎!


آيات تستدعي التأمل!

يقول تعالى في محكم الذكر: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال: 1. في هذه الآية العظيمة إشارة إلى عمل القلب، وليس كما أخبرنا العلماء من قبل أن القلب مضخة فقط تضخ الدم ولا علاقة لها بالعواطف أو المشاعر.

ويقول أيضاً: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد: 28. ويقول أيضاً: (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم) الحج: 53-54.

من هذه الآيات نستنتج أن الله تعالى حدد عمل القلب، فالقلب يطمئن، والقلب يمرض، والقلب يخشع ويخاف ويقسو. ويقول أيضاً: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر: 22-23.

وفي هذه الآيات دليل على أن القلب يقسو ويلين، وهذه صفات مادية سوف نلمس جانباً منها من خلال الفقرات الآتية، وهي عبارة عن مؤشرات وقصص واقعية تتناولها وسائل الإعلام الغربية، وتنشرها كبريات الصحف والمجلات العلمية المتخصصة.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القرآن كتاب صادر من الذي يعلم أسرار القلوب، وهو القائل: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد: 16.

قصص من الواقع

ذكرت امرأة تدعى كلير سيلفيا في 5/29عام 1988 تم زراعة قلب ورئة لها من شاب كان عمره 18 سنة مات في حادث سير، أنها بعد الزراعة أخذت تتصرف بطريقة ذكورية وتحب بعض الأكل الذي لم تكن تطيقه من قبل مثل الفلفل الأخضر والبيرة وقطع الفراخ.

وعندما قابلت أهل الشخص المتبرع بالقلب تبين أن تصرفاتها أشبه ما تكون مرآة لتصرفات المتبرع. بعض العلماء تجاهلوا هذه القصة واعتبروها محض صدفة لكن بعضهم اعتبروه كدليل على وجود ما يدعى بذاكرة الخلية، والتي بدأت تستحوذ على الاهتمام العلمي مع تقدم تقنية زرع القلب.


ذاكرة الخلية

تعرف بان كل خلية في أجزاء جسمنا تحتوي على معلومات عن شخصياتنا وتاريخنا، بل لها الفكر الخاص بها ، مما يؤدي عند زراعة عضو من شخص الى شخص آخر فانه مع انتقال العضو؛ تقوم الخلايا من الشخص الأول بحمل ذاكرتها المخزنة إلى الجسم الثاني. الدليل على هذه الظاهرة يتزايد مع تزايد الأعضاء المزروعة مما دفع بعض العلماء الى بحث هذه الظاهرة بعمق.( (1, 2، 3، 4، 5،11


تبادل الرسائل!


وجدت د. كاندس بيرت (مؤلفة كتاب [جزيئات العاطفة] ) أن كل خلية في الجسم والمخ يتبادلون الرسائل بواسطة أحماض أمينية قصيرة السلسلة كان يعتقد سابقا أنها في المخ فقط لكن أثبتت وجودها في أعضاء أخرى مثل القلب و الأعضاء الحيوية. وأن الذاكرة لا تخزن فقط في المخ ولكن في خلايا أعضائنا الداخلية وعلى أسطح جلودنا. ( 10)


قدم د. أندرو أرمور عام 1991 مفهوم أن هناك عقل صغير في القلب وهو يتكون من شبكة من خلايا عصبية، ناقلات كيميائية، بروتينات، خلايا داعمة وهي تعمل باستقلالية عن خلايا المخ للتعلم والتذكر حتى الاحساس. ثم ترسل المعلومات إلى المخ (ناولا) النخاع المستطيل حيث تنظم الأوعية الدموية (وثانيا) إلى مراكز المخ المختصة بالادراك واتخاذ القرار والقدرات الفكرية. ويعتقد هذا العالم أن الخلايا العصبية الذاتية في القلب المنقول إذا تم زرعه فإن هذه الخلايا تستعيد عملها وترسل إشارات من ذاكرتها القديمة الى المخ في الشخص الجديد.


القلب المزروع يأتي أيضا بمستقبلات على سطح خلايا القلب والتي هي خاصة بالمتبرع و التي تختلف عن مستقبلات الشخص الذي زرع له القلب و بذا يصبح المريض حاويا لنوعين من مستقبلات الخلايا (8,7,6).


هل القلب يفكر؟

يعتقد العلماء ما يدعى بنظرية (إشاعات المستشفى(على الرغم من أن قوانين المستشفى تحظر أي معلومات عن المتبرع فان تحدث فريق العمل أثناء التخدير من الممكن أن يؤثر في الشخص الذي تتم له عملية الزرع وذلك للخروج من مفهوم وجود ذاكرة للخلايا. (9).


قصص أخرى ودلائلها

بول بيرسال العالم في علم المناعة النفسعصبية ومؤلف كتاب شفرة القلب. قام ببحث تم عام 2002 تحت عنوان ( تغيرات في شخصيات المزروع لهم توازي شخصيات المتبرعين) البحث شمل 74 تم زرع أعضاء لهم منهم 23 زرع القلب خلال 10 سنوات وذكر عددا من الحالات.


الحالة الأولى

حالة شاب عمره 18 سنة كان يكتب الشعر ويلعب الموسيقى ويغني وقد توفي في حادث سيارة وتم نقل قلبه إلى فتاة عمرها 18 سنة أيضا وفي مقابلة لها مع والدي المتبرع عزفت أمامهما موسيقى كان يعزفها ابنهما الراحل وشرعت في إكمال كلمات الأغنية التي كان يرددها رغم أنها لم تسمعها أبدا من قبل.


الحالة الثانية

رجل أبيض عمره 47 سنة تلقى زرع قلب شاب عمره 17 سنة أمريكي أسود، المتلقي للقلب فوجئ بعد عملية الزرع أنه أصبح يعشق الموسيقى الكلاسيكية واكتشف لاحقا أن المتبرع كان مغرما بهذا النوع من الموسيقى.


الحالة الثالثة

حدثت لشاب خرج لتوه من عملية زرع وبات يستخدم كلمة غريبة بصفة مستمرة واكتشف لاحقا في مقابلة مع زوجة المتبرع أن هذه الكلمة كانت كلمة سر اخترعاها بينهما تعني أن كل شيء أصبح على ما يرام.


صدٌّق أو لا تصدّق!

تم زراعة قلب لفتاة عمرها 8 سنوات وكان القلب مأخوذاً من فتاة مقتولة عمرها 10 سنوات وبعد الزرع أصيبت الفتاة بكوابيس مفزعة تصور قاتلاً يقتل فتاة هذه الكوابيس كانت مرهقة جدا وذهب بها والدها إلى استشارة الطبيب النفسي. كانت الصور التي حلمت بها واضحة ومحددة لدرجة أن الطبيب والأم اخبرا الشرطة بصورة القاتل الذي ظهر في أحلام ابنتهم وبواسطة هذه الصفات قبضت الشرطة على القاتل وكان ما أخبرته الفتاة دقيقا جداً !!!!!!


تأثير القلب على المخ


تحدث العلماء دائما و لفترة طويلة عن استجابة القلب للإشارات القادمة من المخ، ولكنهم الآن أدركوا أن العلاقة ديناميكية ثنائية الاتجاه وأن كلاهما يؤثر في الآخر. وذكر الباحثون أربعة وسائل يؤثر القلب بها على المخ: عصبيا من خلال النبضات العصبية، وكيميائيا بواسطة الهرمونات والناقلات العصبية، وفيزيائيا بموجات الضغط، ويؤثر بواسطة الطاقة من خلال المجال الكهرومغناطيسي للقلب.


ذكروا أربعة وسائل يؤثر القلب بها على المخ


1) عصبيا من خلال النبضات العصبية.


2) كيميائيا بواسطة الهرمونات والناقلات العصبية .


3) فيزيائيا بموجات الضغط.


4) وبالطاقة بواسطة المجال الكهرومغناطيسي.



المجال الكهربائي للقلب أقوى 60 مرة من المخ والمجال المغناطيسي أقوى 5000 مرة من المجال الذي يبعثه المخ.



طاقة القلب


يجرى أحد العلماء حاليا في جامعة أريزونا بحثاً على 300 زارع للقلب، وهو يعمل على بحث نظرية الطاقة القلبية. إن الطاقة والمعلومات تتفاعل تبادليا بين القلب والعقل كهرومغناطيسيا. وبهذه الطريقة من الممكن أن يتلقى العقل المستقبل للقلب المزروع إشارات كهرومغناطيسيا من قلب المتبرع مما يتطلب البحث ومحاولة بيان الأسس البيولوجية لهذا وما هي نسبة المزروع لهم الذين يشعرون بتغيرات في شخصياتهم أو نظام طعامهم و الرد على أسئلة مهمة تتطرق حتى للجانب الأخلاقي إذ لو تم نقل قلب من شخص قاتل أو مجرم أو من أي شخص صاحب سلوك شائن إلى شخص من ذوي السلوك السوي فما هو الوضع و الأمور التي ستترتب على ذلك؟.


وماذا بعد؟


نستنتج من كل ما سبق أن القرآن كتاب حق، وهو كما وصفه الله تعالى: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فصلت: 42. وما هذه الملامح والإشارات إلا دليلاً على علاقة القلب بالأمور الروحية وقضايا الإيمان والكفر.


هل هذا يعطي عمقا أكثر في فهم هذه الآيات الشريفة:


(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)محمد: 24.


(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النور: 24.


تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ


سبحانه الخالق البديع لا اله الا هو رب العرش العظيم