الخميس، 29 مارس 2012

نعم أنا مستشار .. أم أنت فمدير ؟!


كان هناك شخص ما يركب منطاداً وكان على ارتفاع بسيط من الأرض وكان واضحاً أنه تائه وتتجاذبه الرياح يمينا ويساراً عندها رأى شخصاً يسير على الأرض ويبدو من مظهره أنه خبير بالمكان فبادره بالسؤال :لو سمحت أين أنا بالضبط نظر الرجل للأعلى وأخرج من جيبه بوصلة قياس وجهازاً اليكترونياً حديثاً وأخذ يسجل عدة قياسات ويسجلها على ورقة وفى النهاية قال للرجل فى المنطاد أنت على ارتفاع 50 متراً من الأرض وفى خط طول 20 شرقاً وخط عرض 35 شمالاً وهنا رد عليه من بالمنطاد أنت بالتأكيد مستشار،قال الرجل بالفعل هذه مهنتى ولكن كيف عرفت ،قال الرجل لأنى سألتك عن مكانى وفى أى منطقة أنا الآن فقلت لى معلومات صحيحة ولكنها غير مفيدة وهنا قال له المستشار وانت بالتأكيد مدير فتعجب من بالمنطاد وقال له وكيف عرفت ،قال لا تعرف أين انت ولا أين تريد ان تذهب وتلقى باللوم على الآخرين 


المنطق سيأخذك من النقطة أ إلى النقطة ب ،الخيال سيذهب بك إلى أى مكان ... اينشتاين
 
اذا لم تستطع شرحها ببساطة فانت لا تفهمها بما يكفى... اينشتاين 

الأربعاء، 28 مارس 2012

اعمال حسناتها مضاعفة...!!!


(1) الصــلاة:

(أ) الصلاة في الحرمين وبيت المقدس:
* أنك لو حافظت على السنن الرواتب (الاثنتي عشرة ركعة) سنة كاملة لبلغ عدد ركعاتك: 12×360=4320 ركعة.
* أما صلاتك ركعتين في الحرم فإنها تعدل 2×100.000=200.000 ركعة.
* وفي المسجد النبوي بالمدينة 2×1000=2000 ركعة.
* وفي المسجد الأقصى 2×500=1000 ركعة . } مجموع الفتاوى» لشيخ الإسلام رحمه الله (27/8) وكذا «المنار المنيف» لابن القيم ص (93). {
فانظر أنك لو صليت فريضة العصر مثلاً أو المغرب في الحرم فلكأنك أدَّيتها (100.000) مرة.. اللهم لا تحرمنا المزيد من فضلك.
 
(ب) صلاة الجماعة:
إلى من تثاقلت نفسه وعجزت همَّـته وتكاسل مقصِّرًا في أداء الصلاة في بيوت الله، أما علمت أن المصطفى صلي اللة علية و سلم
قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.«البخاري» حديث (645){
 
(جـ) هل تعلم أن صلاة النافلة في بيتك تعدل فريضة؟ 
قال صلي اللة علية و سلم: «فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع. «صحيح الترغيب والترهيب» (441). «والمراد النافلة».
 
(د) المشي إلى صلاة الجمعة مبكرًا:
قال عليه الصلاة والسلام: «من غسل يوم الجمعة واغتسل،
ثم بكَّر وابتكر ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها» «صحيح الجامع» (6405).
آمل أخي – بارك الله فيك – أن تعيد قراءة الجملة الأخيرة من الحديث - «عمل سنة صيامها وقيامها».
قيل في غسّل. أي: جامع أهله. فهو السبب في غسلها واغتسل هو.. وقيل: هو بمعنى غسل رأسه.
فإذا كان ما بين
العبد والجامع الذي سيصلي فيه (300) خطوة فلكأنما صام وقام (300) سنة.. فاللهم ارزقنا من واسع فضلك.
 
(هـ) هل ترغب أخي أن تتصدَّق بـ (360) صدقة خلال ركعتين
قال عليه الصلاة والسلام: «يصبح على كل سُلامي – أي مفصل – من أحدكم صدقة (جاء في رواية أن عددها 360) فكل تسبيحة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة،
 وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى. «رواه مسلم» برقم (720).

 (2) أجر المؤذن ومن ردد خلفه:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن المؤذنين يفضلوننا. فقال رسول الله صلي الله علية و سلم : «قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسلْ تعطه» «صحيح الجامع» رقم (4403).
فهل تعلم أخي الساعي في الخيرات ما أجر المؤذِّن؟
قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدَّم والمؤذن يٌغفر له مدَّ صوته، ويُصدقه من سمعه من رطبٍ أو يابس، وله مثل أجر مَن صلَّى معه» «صحيح الترغيب والترهيب» رقم (230، 231).
فتأمل هذه الأجور العظيمة ينالها المؤذن وكذا المردِّد خلفه إن أخلص. فهنيئًا لمَن ردَّد خلف مؤذني الجوامع والتي يؤمها الكثير.. ناهيك عن الحرمين.
 
3- تكرار بعض سور القرآن:
كم ستحتاج من الوقت لتختم القرآن؟!
قال عليه الصلاة والسلام: «{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن» «صحيح الجامع» (4405).
 
4- الذكر المضاعف:
قال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]، وقال: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45].
إليك أخي رفيع القدر طرفًا من أجور التجارة الباردة، العظيم أجرها، اليسير عملها.
(أ) عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلي اللة علية و سلم خرج من عندها بكرة حين صلَّى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم.
قال عليه الصلاة والسلام: «لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرَّات لو وُزِنتَت بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهنَّ: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته» رواه مسلم رقم (2726).
وفي مثل هذا الحديث يسبح الخيال.. فكم عدد خلق الله من جن وإنس ونجوم وبهائم وطيور وأسماك وحشرات ونباتات ورمال وميكروبات وغير ذلك كثير مما لا يعلم مداه إلا الله سبحانه.. «سبحان الله وبحمده عدد خلقه».
 
أمَّا زنة عرشه سبحانه فتأمَّل هذين الحديثين:
قال عليه الصلاة والسلام: «ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة أُلقيت في ترس» رواه ابن جرير وابن أبي شيبة والبيهقي مرفوعًا عن أبي ذر t «فتح المجيد» تحقيق الأرناؤوط (621).
وقال عليه الصلاة والسلام: «ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض» المرجع السابق (621).
ثم كم هو عدد كلمات الله؟
قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27].
 
5- الاستغفار المضاعف:
تأمَّل هذا الحديث، أسكبه قلبك، وأرع له سمعك. قل عليه الصلاة والسلام: «من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة» «صحيح الجامع» (6026).
فكم يا ترى عدد المؤمنين والمؤمنات منذ آدم عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة؟ كم الأولياء والشهداء؟ كم الدعاة والعلماء؟ كم الصالحون والأخيار.. إلخ.
 
6- قضاء حوائج الناس:
باب واسع من أبواب مضاعفة الأجر.. فهنيئًا لمَن أجرى الله على يديه صنائع المعروف وقضاء حوائج الناس.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظًا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل» «صحيح الجامع» (176).
أمثلة من حياة السلف في حرصهم على هذا الأمر:
(أ) كان عمر  يتعاهد بعض الأرامل فيستقي لهنَّ الماء بالليل «جامع العلوم والحكم» (2/295).
(ب) وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهنَّ «جامع العلوم والحكم» (2/295).
(جـ) وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني أكثر «جامع العلوم والحكم» (2/295).
(د) وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجًا ليقضي له حاجته. فيقول: ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها «نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء» (1/493).
قال عليه الصلاة والسلام: «إن لله عبادًا اختصَّهم بالنَّعم لمنافع العباد، يقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها حوَّلها منهم وجعلها في غيرهم» حسَّنه الشيخ الألباني بمجموع طرقه. انظر كتاب «الأربعين في اصطناع المعروف» ص (35).
وقال ابن القيِّم رحمه الله تعالى: «مَن رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه الله خيره، ومن عامل خلقه بصفةٍ، عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله تعالى بعبده حسب ما يكون العبد لخلقه».
 
7-الزكاة والصدقة:
إن مَن يتأمل الأجور العظيمة الواردة في الصدقة ليتساءل: كيف بالزكاة المفروضة.. كم ثواب وجزاء مؤدِّيها؟!
فعلى سبيل المثال:
(أ) قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي لأحدكم فُلوَّه أو فصيلهُ، حتى تكون مثل أُحُد»  «صحيح الجامع» (1815).
(ب) قال   صلي اللة علية و سلم : «سبق درهمٌ ألفَ درهم: رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها» «صحيح الجامع» (3606).
(جـ) قال عليه الصلاة والسلام: «لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة» «صحيح الجامع» (5155).
قال ذلك لمَن تصدق بناقة في سبيل الله.
 
8-الصيام:
إنه الذي له باب من أبواب الجنة يُسمي الريان لا يدخله يوم القيامة إلا الصائمون.
وليس الحديث هنا عن أجر صيام شهر رمضان، فقد ورد في الحديث القدسي: «الصوم لي وأنا أجزي به» «صحيح سنن النسائي» (2096).
ولكن هل ترغب أخي في:
(أ) صيام رمضان في شهر واحد عدة أشهر؟
أما علمت أخي الصائم أن: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره» «صحيح الجامع» (6415).
(ب) هل تستطيع أخي صيام الدهر؟!
قال صلي اللة علية و سلم : «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر» «صحيح مسلم» برقم (1164).
وفي رواية: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر» «صحيح الجامع» (3849).
جاء في بعض الروايات أنها الأيام البيض.
(جـ) قيام ليلة القدر:
قال سبحانه: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. أي خير من عبادة (83) سنة و (3) أشهر تقريبًا.
وقد صحَّ عن النبي صلي اللة علية وسلم  أنها في الوتر من السبع الأواخر من رمضان. قال عليه الصلاة والسلام: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» «صحيح الجامع» (2922)
و إذا أردت معرفة المزيد من كسب الحسنات المضاعفة فيمكنك زيارة المدونة
منقول

"قـرين السـوء"...!!!



عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (( إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ ، وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ : إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
( حم ) 8398 , ( ت ) 2378 , ( د ) 4833 , انظر صَحِيح الْجَامِع : 3545 , الصَّحِيحَة : 927

قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ :
عَنْ الْمَرْءِ لا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ   ***    فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَـارَنِ يَقْتَـــدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ *** وَلا تَصْحَبْ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

وقيل : مَا مِنْ شَيْءٍ أَدَلُّ عَلَى شَيْءٍ وَلَا الدُّخَانِ عَلَى النَّارِ مِنْ الصَّاحِبِ عَلَى الصَّاحِبِ . وقال لبيد:
ما عاتب المرء اللبيب كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح

قيل لابن السماك أي الاخوان أحق ببقاء المودة قال الوافر دينه الوافي عقله الذي لا يملك على القرب ولا ينساك على البعد إن دنوت منه داناك وإن بعدت عنه راعاك وإن استعنت به عضدك وان احتجت إليه رفدك وتكون مودة فعله أكثر من مودة قوله . وقيل الوحدة خير من رفيق السوء .
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ... ألذ واشهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنا ... أقر لعيني من جليـس أحاذره

فالحذر كل الحذر من قرين السوء ، فإنه يُفسد عليك دينك، ويخفي عنك عيوبك، يُحسّن لك القبيح، ويُقبّح لك الحسن، يجرّك إلى الرذيلة، ويباعدك من كل فضيلة ، حتى يُجرّئك على فعل الموبقات والآثام ، والصاحب ساحب ، فقد يقودك إلى الفضيحة والخزي والعار.
لا تأسفنّ على خل تفارقــــــه *** مالم يكن طبع الوفـــــــا فيـه
فبعض الرفاق كالتاج تلبسه *** وبعضهم كقديم النعل تلقيـه

الأحد، 25 مارس 2012

كيف تعاتب...؟!

إليك كيفية العتاب

العتاب فيه صفاء النفوس والعتاب على قدر المحبة ، قول يتداوله الناس .. لكن العتاب لا يكون أسلوباً فعالاً إلا إذا استخدم في الوقت المناسب ومع الشخص المناسب الذي يتقبل العتاب اللطيف بصدر رحب وفي مقولة لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه يقول : لا تقطع أخاك على ارتياب ، ولا تهجر دون استعتاب وحتى لا تخسر اصدقاءك من عتابك لهم ، فيما يلي خمس نصائح في هذا الشأن


 حدد عتابكفلا يجب أن يزيد عتابك على حد معين ، ولا تحول كل عتاب لنوع من التوبيخ ، ولا تكرر ما تقوله ولا تلح كثيراً ، حتى لا يتحول كل عتاب لنوع من الهجوم غير المحبب

لا تتهاون
بينما لا يجب أن يزيد عتابك على حد معين ، يلزم أيضاً أن لا ينقص عن الحد الذي يجعله فعالاً ، فالتهاون أحياناً يؤدي إلى استسهال الأمر من قبل صديقك ، ومن ثم يتمادى في عدم مراعاة ما يضايقك 
 لا توجه اتهاماً مباشراًفلا يجب ان تضع صديقك موضع المتهم ، فتضطره للدفاع عن نفسة بطريقة تبدو وكأنه يبرىء شخصه من تهمة مؤكدة ، فذلك يوغر صدره اتجاهك ، وربما تخسره جزئياً أو كلياً 
  
ضع النقاط على الحروف
عندما تعاتب صديقك حدد بدقة الأشياء التى ضايقتك منه ، بمعنى أن تضع النقاط على الحروف ، مع التأكيد عند عتابك أنك باقٍ على صداقته ، وأن عتابك ما هو إلا من باب البقاء على الود القديم  
 كن مهذباً فلا تستخدم أبداً كلمات خارجة عن الأدب ، وانتق ألفاظك بعناية ، حتى لا تحرج صديقك فلا يعود ينسى كلماتك








الاثنين، 19 مارس 2012

وسائل للتأثير على القلوب


هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله. 


الوسيلة الأول: الابتسامة :
قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، (
 فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم). 


الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها. 


الوسيلة الثالثة : الهدية :ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه. 

انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك. 


الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك 
بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما ) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما. 

قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنه لمفوه


الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات :
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث 
حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد). 


الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر:وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله جميل يحب الجمال )
كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيت أحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل). 


الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :
سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله: 

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس )، والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }.
إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق 

عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه. 


الوسيلة الثامن: بذل المال :

فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار ) كما في البخاري. 

صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده فيالصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله صلى 
الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائف كافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء.
فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟ 
قال نعم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه.
فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. 
 لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه. 
 فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق. 


الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :
فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي:
إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه … وصدق ما يعتاده من توهمعود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ). 

الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه ) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين). 

والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات.، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم. 

وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق
بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء. 


الوسيلة الحادي عشر: المداراة :

فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ). 

إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة 
فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ) أخرجه الطبراني وابن السني، وقال ابن بطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس،وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة)

الأحد، 18 مارس 2012

ماذا تفعل ؟!!




ماهو شعورك عندما يساء الظن بك؟
وماذا تفعل ؟!!


كثير ما تمر علينا مواقف يسيء بها اناس الينا في ظنهم
يعتقدوون بأنهم هم اصحاء في تفكيرهم ومع الوقت ومرور الأيام والسنون تكتشف كما كانت اخطائهم، وهم ينكرونها الآن ويرفضون أي حوار حولها !

انه شعور مؤلم .. وقمة الاحساس بالظلم وخيبه الامل خاصة إن كان من الاشخاص المقربين أو ممن وثقت بهم وأحببتهم وأعتقد أن كل من تعرض لهذا الموقف قد تجرع كأس الألم والظلم ..

نعم .. قد تنفع الثقة بالنفس لكن ليس دائماً فليس من السهل أن تغمض عينيك و أنت تدرك أن هناك من هو حاقد عليك .. وهناك من يصدقه وينفذ كلامه حرفياً، بل ويؤذيك ويحاربك في عملك وشغلك بل ويقطع رزقك ويضيق عليك نفسيا ويعرضك للإحتراق الداخلي لمجرد تفكيرك في العمل والابتكار في إطار جديد دون إضرار الآخرين أو منافستهم!

شعور صعب .. حتى لو كنا واثقين ببرائتنا ..

ولكن الأدهى والأمر عندما تقوم بعمل ما قاصداً فيه مساعدة ذلك الناس وفكرتك، ثم يساء بك الظن، أو تجد من ينشر عنك ما ليس فيك ويروجه ليقلق من حولك ويقلق الناس منك مما يجعلهم يتخذون قرارات في شأنك .. بالطبع هي قرارات استباقية !

مقصدك هو الخير ولا شيء غيره ولكن لسبب أو لآخر تنقلب أطراف المعادلة لتصبح الصورة التي أردت ظهورها معكوسة في نظر انسان أحببته من قلبك.

وتفاجىء باتهامات أنت منها براء، وتجد الكيد والمكر والحيلة تمارس ضدك والشائعات لأجل إضرارك ووضعك في غير موضعك، وخلطك في بيئات وأشخاص لا تفهم طبيعتهم ولا ترتاح لكلماتهم واسلوبهم !

ربما تجدهم يصنعون المواقف والأحداث أو يبتكرون جملة مفيدة "لتصبح أنت طرفاً فيها" .. وان خرجت منها سليم ربما يكذبون أو يبطئون النتيجة أو يخترعون أموراً جديدة أو يورطونك أو يفترون عليك أو يتهمونك بغير الحق وفي النهاية الهدف الأساسي هو "أن يشغلوك بنفسك" عن الله ؟!

ماذا تفعل ؟!

الأحد، 11 مارس 2012

هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ ؟!


أحمد مطر
عندي لغز يا ثوار
يحكي عن خمسة أشرار
الأول يبدو سباكاً
والثاني ساقٍ في بار
والثالث يعمل مجنوناً
في حوش من غير جدار
والرابع في الصورة بشرٌ
لكنْ في الواقع بشار أما الخامس يا للخامس
شيء مختلف الأطوار
سباك ؟ كلا..مجنونٌ ؟
كلا..سَقَّاءٌ ؟ بشار؟
لا أعرفُ ، لكني أعرفُ
أنَّكَ تعرِفُهُ مَكَّار
جاء الخمسة من صحراءٍ
سكنوا بيتاً بالإيجار
جاءوا عطشى جوعى هلكى
كلٌّ منهم حافٍ عار
يكسوهم بؤسُ الفقراءِ
يعلوهم قَتَرٌ وغُبَار رَبُّ البيتِ لطيفٌ جِدّاً
أسَكّنهم في أعلى الدار
واختار البَدْرُومَ الأسفل
والمنزلُ عَشْرَةُ أَدْوَار
هو يملك أَرْبَعَ بَقَرَاتٍ
ولديه ثلاثةُ آبار
أسرتُهُ:الأمُّ، مع الزوجةِ
وله أطفالٌ قُصّار
مرتاحٌ جداً، وكريمٌ
وعليه بهاء ووقار
مرّتْ عَشَرَاتُ السنواتِ
لم يطلبْ منهم دينار

طلبوا منه الماءَ الباردَ
واللحمَ مع الخبز الحارّْ
أعطاهم كَرَماً ؛ فأرادوا الـ
آبارَ، وَحَلْبَ الأبقار
أعطاهم ؛ فأرادوا الْمِنْخَلَ
والسِّكِّينةَ والعَصَّارْ
أعطاهم حتى لم يتركْ
إلا أوعيةَ الفخَّار
طلبوا الفخارَ، فأعطاهم
طلبوه أيضاً ؛ فاحتار
خجِلَ المالكُ أنْ يُحرِجَهم
فاستأذنهم في مِشْوار

خرج المالكُ من منزله
ومضى يعمل عند الجار
ليوفر للضيفِ الساكنِ
والأسرةِ ثَمَنَ الإفطار
سَرَقَ الخمْسَةُ قُوتَ الأسرةِ
واتَّهَمُوا الطِّفْلَةَ {أبرار}
ثم رأَوْا أن تُنْفَى الأسرةُ
واتخذوا في الأمرِ قرارْ
طردوا الأسرة من منزلها
ثم أقاموا حفلةَ زَارْ

أكلوا شرِبوا سَكِرُوا رَقَصُوا
ضربوا الطَّبْلَةَ والمزمار
باعوا الماءَ وغازَ المنزلِ
وابتاعوا جُزُراً وبِحَار
وأقاموا مدناً وقُصُوراً
وحدائقَ فيها أنهار
وتنامَتْ ثرْوَتُهم حتى
صاروا تُجَّارَ التُّجَّار
حَزِنَ المالكُ مِنْ فِعْلَتِهِمْ
وَشَكَا لِلْجِيرَةِ ما صَار
قالوا :{ أَنْتَ أَحَقُّ بِبَيْتَكَ
والأُسْرَةُ أَوْلَى بالدار }

فمضى نحو المنزل يسعى
واستدعى الخمسةَ وَأَشَارْ
خاطَبَهُمْ بِاللُّطْفِ : {كَفَاكُمْ
في المنزل فوضى ودمار
أحسنت إليكم فأسأتم }؛
فأجابوا: { أُسْكُتْ يا مهذار
لا تفتحْ موضوعَ المنزلِ
أوْ نَفْتَحَ في رأسِكَ غارْ }
فانتفضَ المالكُ إعصاراً
وانفجرُ البركانُ وثار
أمَّا الأَوَّلُ : فَهِمَ الْقِصَّة؛َ
فاستسلَمَ للريح وطار

والثاني : فكَّرَ أنْ يبقَى
وتحدَّى الثورةَ ؛ فانْهَارْ
فاستقبَلَهُ السِّجْنُ بِشَوْقٍ
فِذٍّ هُوَ والإبِنْ البارّْ
والثالثُ : مجنونٌ طَبْعاً
قال بِزَهْوٍ واسْتِهْتَارْ :
{أنا خَالِقُكُمْ وسَأَتْبَعُكُمْ
زَنْقَهْ زنقه .. دارْ دارْ }
أَرْغَى أَزْبَدَ هَدَّدَ أَوْعَدَ
وَأَخِيراً: يُقْبَضُ كالفار
ولقدْ ظَهَرَتْ في مَقْتَلِهِ
آياتٌ لأولي الأبصار
والرابع والخامس أيضاً
دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ
لم يَعْتَبِرُوا ، لَكِنْ صَارُوا
فيها كَجُحَا والمسمار
اُخْرُجْ يا هذا من داري !
{ لنْ أخرجَ إلا بحوار }
إرْحَلْ هذي داري إِرْحَلْ !!
{ لن أرحلَ إلا بالدَّار
إمَّا أنْ تَتْبَعَ مِسْماري
أوْ أنْ أُضْرِمَ فيها النار }
فاللغزُ إذنْ يا إخوتنا
عقلي في مُشْكِلِهِ حَارْ
هل نعطي الدارَ لمالكها ؟!
أم نعطي رَبَّ المسمار ؟!
هل لوْ قُتِلَ المالِكُ فيها
هُوَ في الجنةِ ، أم في النار؟!
هل في قول المالك : { إرحَلْ
يا غاصبُ } عَيْبٌ أوْ عار !؟
هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ ؟!
مَنْ لم يفهمْ فهو : .........!!!  
--