السبت، 3 مارس 2012

الجانب المشرق ـ جزء من إيماننا مفقود



حقيقة بكيت عند آخر المقال
لا أملك إلا أملاً بالله العظيم، الواحد الأحد الفرد الصمد
أن يقيض لهذا البلد قائدا ربانيا، يحفظ الله ونحفظه،
ويسير فينا بشرع الله حقا ونحرسه
يتوجه بنا للبيت الحرام حقيقة، لا للبيت الأبيض أو الأحمر
الله يكافيكي من بلد، نكد، وغل وحسد !

محمد الصوياني
في (مستشفى الملك خالد الجامعي) استقبلنا طبيب عــربي نـزق، وبعد كشف وتحليلات سريعة قرر أن ابنتي تحتاج الى عملية عاجلة لاستئصال الزائدة، فقلت لهم: ما الاجراءات التي تتم في مثل هذه الحالة؟ فقالوا لي: لا إجراءات ولا غيرها (يعني اقضب الباب انت وبنتك) لا يوجد سرير، ولأنني أكره الواسطة وأرفضها، وأسأل الله أن لا احتاجها يوماً، لم أتصل بأحد. قد وفرت لي الدولة حقاً فلم لا أحصل عليه دون سكب ماء الوجه والتذلل لغير الله. خرجت أحمل حقيقة (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) فمذ أيقنت بها لم يغلق في وجهي باب الا وفتح الله لي أرحب منه. قلت لابنتي التي كان أنينها يمزقني: هيا بنا فلدي ثقة بربي لا حدود لها أنك ستجدين خيراً من هؤلاء. خرجت لأجد الدكتور النزق عاد ليكمل سيجارته بكل صفاقة حول بوابة الطوارئ، فقال لي أحد الموظفين وهو يشعر بغيظ وحرقة عندما رأى توجعها وعدم قدرتها على السيراذهب لمجمع الملك فهد الطبي.
فذهبت واستقبلونا بعناية لا ينكرها الا جاحد، واستمر الكشف على (أسماء) حتى أشرقت الشمس وانا أتحول معهم من قسم الى قسم، ليكتشفوا انها لا تشكوا من الزائدة!! وأشهد ان كل من تعامل معنا كانوا في غاية الاهتمام والذوق طيلة أسابيع بقائها، من مدير المستشفى الى أولئك الشابات اللواتي يقدمن لها وجباتها فجزاهم الله عنا كل خير. حدث هذا قبل عام، ولكني فوجئت الأسبوع قبل الماضي ان خالة أسماء مطالبة بمبلغ من المال كأجرة غرفة ولادة مكثت فيها في المستشفى نفسه وإلا فلن يسلموا والدها شهادة ميلاد المولودة! لا بأس ولا مانع وقد تم بالفعل تسليمهمالمبلغ، ولكن الكارثة هي: كيف يطالبونها بالمبلغ ومن قام بالتخدير ترك قرب عمودها الفقري (سنتمترات) من إبرة التخدير مكسورة تحتاج عملية جراحية لإخراجها؟
ما الذي حدث لهذا الصرح الجميل، وأين المحاسبة؟ هذه المطالبة الفجة بأجرة الغرفة بدلاً منالتعويض المادي والاعتذار ذكرتني بقصة أغرب من الخيال (بالنسبة لي) جرت لصديقي الدكتور حمد الماجد، فقد رزق في بريطانيا بمولود ولد قبل أوانه بثلاثة أشهر ويحتاج الى أجهزة خاصة وعناية فائقة قدروا تكلفتها بثلاثة ملايين ونصف مليون ريال تقريبا، فعاملوه معاملة مولود بريطاني حيث بقي في حاضنة المستشفى الباهظة أكثر من ستة أشهر، وبما أنه يحتاج بعد خروجه الى عناية تمريضية خاصة على مدار الساعة حيث يتغذى من فتحة في بطنه ويتنفس عن طريق اجهزة، فقد دربوا أمه وخصصوا له ممرضتين تتناوبان في مساعدتها في المنزل للتعامل مع اجهزة عديدة ومختلفة، وبعد ستة أشهر من خروجه انتقل (عبدالعزيز) الى الرفيق الأعلى جعله الله شافعا لوالديه، لتأتي المفاجأة بعد رحيله كما يرويها والده: (بعد أسابيع وصلني شيك بحوالي ثلاثمائة جنيه استرليني من وزارة الصحة وقالوا لي: الشيك المرفق تغطية تقديرية لتكلفة استخدام الكهرباء للأجهزة في بيتك لأن تكلفة كهرباء هذه الأجهزة على حسابنا أيضاً
أجل نحن المسلمين (عقيدة وعبادات وعلاقات اجتماعية) لكنني أتساءل: هل نحن أم همالمسلمون (تقيداً بالأنظمة وتطبيقاً لها على الجميع دون تفرقة)؟
 المفارقة هنا أن الكثير من الأطباء والمسؤولين عن إدارة القطاع الصحي هم ممن تعلم في تلكالبلدان!.
جزء من إيماننا مفقود !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق